تراجع تكاليف الشحن البحري بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

انخفضت تكاليف الشحن البحري في منطقة الخليج خلال اليومين الماضيين، وفقًا لما أفادت به مصادر في قطاعي الشحن والتأمين اليوم الخميس، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. ومع ذلك، حذّرت المصادر من احتمالية عودة الأسعار إلى الارتفاع إذا تجددت التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

وكان النزاع قد أثار مخاوف واسعة من احتمال إغلاق إيران لمضيق هرمز، الممر المائي الاستراتيجي الذي يمر عبره نحو 20% من الطلب العالمي على النفط والغاز، مما كان سيؤدي إلى قفز أسعار النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل.

تراجع ملحوظ في أسعار الشحن والتأمين
قفزت أسعار تأجير ناقلات النفط العملاقة، التي تصل سعتها إلى مليوني برميل، خلال الأسبوع الماضي إلى أكثر من 60 ألف دولار يوميًا، قبل أن تتراجع إلى حوالي 50 ألف دولار اليوم الخميس، بحسب بيانات نقلتها وكالة "رويترز".

وفي السياق نفسه، قال ديفيد سميث، رئيس قسم التأمين البحري بشركة "ماكجيل وشركاه"، إن الأسعار "انخفضت بشكل واضح"، مشيرًا إلى أن شركات التأمين ضد مخاطر الحرب بدأت تتنافس لتقديم التغطية التأمينية، مدفوعة بتحسن نسبي في الأوضاع السياسية، وهو ما ساهم في خفض الأسعار رغم بقاء حالة التوتر قائمة.

تخفيف القيود وتراجع تكلفة التأمين
كما أعلنت وزارة الشحن البحري اليونانية عن تخفيف متطلبات السلامة المفروضة على أسطولها التجاري، حيث لم تعد تطلب من السفن تقديم بلاغات مسبقة عن المرور عبر مضيق هرمز، معتبرة أن الوضع "أصبح أكثر استقرارًا".

وبحسب مصادر في القطاع، انخفضت تكلفة التأمين ضد مخاطر الحرب للشحنات المارة عبر الخليج إلى ما بين 0.35% و0.45% من قيمة الشحنة، مقارنة بذروة بلغت 0.5% يوم الاثنين الماضي، ومستوى مستقر نسبيًا بلغ 0.3% خلال الأشهر الماضية.

تأثير اقتصادي ملموس
يعني هذا التراجع في تكاليف التأمين انخفاضًا كبيرًا في النفقات الإضافية التي تتحملها شركات الشحن، قد يصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات يوميًا، اعتمادًا على حجم السفينة وقيمة الحمولة.

لكن في المقابل، لا تزال الأسواق تترقب أي تطورات سياسية أو عسكرية مفاجئة قد تعيد الأسعار للارتفاع مجددًا، خاصة مع هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، والذي تم التوصل إليه يوم الثلاثاء بعد 12 يومًا من التصعيد